سمعه ابائنا وامهاتنا

اليوم تسلمت بعض المهمات الإدارية ,
فالسكرتيرة غير موجودة. لذا رشحتني مديرتي أن احل محلها كي أنهي بعض المهام التي أستطيع إنهائها. وبينما كنت منشغلة دخلت علي ولية أمر تطلب شهادة ابنها ، ابتسمت في وجهها. وطلبت منها أن تجلس حتى أتمكن من إيجاد شهادة ابنها. وبينما كنت ابحث، لاحظت أن ولية الأمر كانت تحدق النظر في وجهي
قالت: وجهك غير غريب علي، فقد رأيتك في مكان ما،
فأخبرتها بأني رأيتها عدة مرات بجوار منزلنا كوننا نسكن معا في المنطقة نفسها، وذكرت لها إني ابنة مديرة متوفاة، وما أن ذكرت اسم أمي حتى رأيت علامات الصدمة تملأ وجهها، لتستسلم للدموع والشجون وتبكي بمرارة
قائلة: لقد كنت اذكر أمك ليلة أمس، بالفعل كانت مديرة عظيمة، حيث ربت بناتي كلهن تربية سليمة، رحمة الله عليك يا أم طالب كم كنت طيبة، والله يطرح فيكم البركة ويحفظكم،
بكت وتركت المكتب حزينة متألمة مستسلمة لذكريات الماضي التي طرقت سندان ذاكرتها.
وقفت مذهولة في مكاني صامتة، أفكر بعمق كبير في ما جرى، فتبادر إلى ذهني تسأل بعدما سالت دمعتي على مضض، كيف يمكن أن يكون الإنسان ذا أصل عريق، يحافظ على سمعته بين الناس حتى بعد رحيله عنهم لسنين، ليترك أثرا كبيرا وبصمة واضحة في قلوب الجميع ؟ بحثت عن الإجابة فوجدت أن أخلاق الإنسان وحسن تعامله مع الآخرين وتواضعه معهم وخدمتهم على الدوام والسعي الى مساعدتهم هي مفاتيح الدخول إلى قلوب البشر وهي أساس محبة البشر، لذا يتوجب علينا أن نتحلى بتلك الأخلاقيات، ليس هذا فحسب، بل أن وجودنا تحت كنف القدوات الحسنة يجعلنا نحمل هما كبيرا

وهو: أن نحافظ على سمعة آبائنا وأمهاتنا.