في مثل هذا اليوم من يوم الاربعاء 2008 اتصلت باحدى صديقاتي صدفة وجدتها مكتئبة وحزينة
وبصوتها حشرجة من شدة البكاء سالتها مالسبب قالت اليوم جاءت عائلة من الامارات مسافرة
الى سورية وفي طريقهم اصتدموا بشاحنة وانقلبت بهم السيارة وكان حادثا فظيعا توفت احدى
البنات وهي مازالت في ريعان شبابها اغرورقت عيناي بالدموع تاثرا لما سمعت وبدون ان اعرفهم
وسالت عنهم قالو في المشفى اخذت صديقتي وذهبت لزيارتهم كان الاب في قسم الرجال مصاب
بكسور وجروح لكن الحمد لله حالته مستقرة . دخلت قسم النساء فوجدت الام ممددة على السرير
والجروح تملا وجهها وتنادي باسماء بناتها جلسنا نطمئنها عنهم انهم بخير وفي السرير
المقابل كانت الابنة الكبرى لاتستطيع الرؤية وجهها منتفخ وعيونها زرقاء اللون والجروح
ايضا في وجهها لاتستطيع الكلام من شدة الصدمة وبقينا على هذه الحالة مدة اسبوع نزورهم
الى ان بدؤا يتماثلون للشفاء واخذت البنات الصغيرات اللواتي نجين من الحادث الى بيتي
حتى جاء احد اقاربهم واخذهم لبيته وسلموهم لاهلهم الكل الحمد لله تحسنت حالتهم
لكن توفيت البنت الوسطى سمية منذ الدقائق الاولى للحادث ولكن لم يتجرا احد على
اخبار الام خوفا عليها من الصدمة كانت تسال عنها دائما وكنا نقول لها سمية بالعناية
و قالت لا سمية مازالت حية فسكتو ا ولم يتفوهو بكلمة واحدة سالت الام زوجها هل ماتت
سمية اجابها نعم ادعي لها ان يرحمها الله ويدخلها فسيح جناته
كان ايمان الام قويا استطاعت ان تصبر على مصابها الاليم وقالت بكل هدوء وكان
شيئا لم يكن قالت اللهم ارحمها واغفر لها وادخلها الجنة . لم استطع ان اتمالك اعصابي
فخرجت من الغرفة وانهمرت الدموع من عيني تحسرا والما على فراق ابنة ثلاث عشر ربيعا
بقيت الجثة اسبوع في ثلاجة المشفى ثم قرروا دفنها بعيدة عن وطنها واهلها
ارسلو جثتها الى المغسلة وذهبت انا وصديقتي معها لحضور الدفن وهناك شاهدتها
لم اتوقع ان ارى ذلك المنظر المؤلم كان التشوه واضحا في راسها وهي مستلقية ومبتسمة
للقاء ربها عدت ثانية لنفس الموقف فلم اتمالك اعصابي وشعرت بدوار في راسي
فاخذوني الى غرفة مجاورة لاستريح وانا لايفارقني خيالها احسبها في كل مكان
وبعد ان تمت عملية الدفن رجعت ادراجي الى بيتي وانا ابكي وادعو لها ان يتغمدها الله
برحمته رحم الله سمية واسكنها فسيح جناته وارجو من الجميع ان يقرا لها الفاتحة
عن روحها الطاهرة