في حج عام 1395ه رأى آلاف من الحجاج حاجين : الأول : أعمى ولكنه قادر على
المشي , والثاني : مشلول ولكنه بصير العين .
فأراد الأعمى أن يستفيد من بصر المشلول , وأراد المشلول أن يستفيد من حركة
الأعمى , فاتفق الحاجان على أن يحمل الأعمى المشلول وكأني بهما : أعمى يحمل
على ظهره رجلا مشلولا وهو يمر أمام الحجاج , فالحركة تكون من الأعمى , والتوجيه
يكون من المشلول , ولا تعتقد أن الأمر سهل و ميسر , ففي مناسك الحج ازدحام كثير,
فعند الطواف ازدحام , وعند السعي ازدحام , وعند الرجم ازدحام , يمشيان تارة ..
ويقفان تارة أخرى , والمشي مسافة كبيرة يهد الجسد .. ويستهلك الطاقة.
لكن عزيمتهما , وثقتهما بالله كبيرة . فنسيا تلك المتاعب, كما أن الشعور بالأجر
والثواب أنساهما المشقة , وسبحان الله ! الكثير من الناس يتعاونون على معصية
الله , بينما هذان العاجزان يتعاونان على طاعة الله تبارك وتعالى .
وقفة ,,,
هذا الموقف يجعلنا نقف مع أنفسنا وقفة نتأمل فيها نعم الله علينا , ومن أهم هذه
النعم ,,,,,,, نعمة الصحة والعافية ,,, فحري بنا بعد أن قرأنا هذه القصة أن نشكر
الله تعالى بأن أنعم علينا بهذه النعمة العظيمة , وشكر النعمة يكون بتسخيرها في طاعة الله جل وعلا وعدم معصيته.