أفاقت من النوم سعيدة ومبتسمة على غير العادة وعندما نهضت من سريرها تذكرت حلمها الذي خلف لها هذا الرضا فقد حلمت ليلة امس بأن توم كروز (الممثل الامريكي) قد منحها قبلة!! قبلة في المنام كانت كافية لترسم الابتسامة على محياها اثر توهج عاطفي.. تقول: خرجت من غرفتي لأشاهد زوجي يتصفح الجرائد وقد ارتدى الزي الرسمي المنزلي (سروال السنة والفانيلة) ومن متطلبات هذا الزي أن تكون الفانيلة في الداخل ومطاط السروال تـحت الكرش بحثا عن مزيد من الراحة للكرش المدلل.
عادة يمارس الزوج حياته اليومية في المنزل بهذا الزي وقد يضطر احيانا للوقوف به على الباب الخارجي للمنزل لفتح الباب او استقبال صديق أو.. أو..
لا مانع.
قليلون هم الذين يفكرون باستخدام البيجاما او الجلابية.. وفي المقابل تجد صالونات التجميل على قدم وساق من اجل اقتناص نساء من نوعية خاصة سرهن (باتع) في تطبيق أصول ما يسمى الماكياج اللبناني الذي يحول البوصة الى عروسة وتقبل عليه بعض النساء اللاتي توقف تفكيرهن عند حد كيف تكون جميلة من اجل الزوج فقط وهؤلاء ما إن تنهض إحداهن عن كرسي المزينة حتى تراود من يراها فكرة البحث لها عن مكنسة كمكنسة الساحرة لتطير بها فهي بما وضعته على وجهها من ألوان صارخة اقرب ما تكون إلى ساحرة (متزينة).
في المساء تذهب الزوجة لحفل ما.. ويذهب الزوج مع اصدقائه وهناك يحلو الحديث عن الجمال الذي (مش أي أي ولازي زي) جمال لا يوجد الا على الشاشات وعادة يجلس الرجال على بعد أمتار من الشاشة ومع نهاية السهرة ستجد أن الجلسة قد اقتربت إلى حيث الجمال بمالا يقل عن متر واحد فقط!!
يعود الزوج للبيت فيكتشف وجود الساحرة في بيته فيصرخ قائلا: ما هذا الذي تضعينه على وجهك فتقول له ببراءة الذئب من دم ابن يعقوب: ماكياج لبناني فيحوقل ويتعوذ من الشيطان الرجيم ويخلع ثوبه ويبقي على الزي الرسمي مكتفيا بجماله!!
نسيت الزوجة او تناست ان ذلك الماكياج يناسب التصوير التليفزيوني والسينمائي وأغلفة المجلات ولكنه لا يناسب وقوفها على بعد قدمين ممن يشاهدها وتعتقد أنها رائعة والحقيقة انها (مروعة) ونسي الزوج أو تناسى أن سروال السنة والفانيلة طوال الوقت آفة في نظر المرأة
فهو مقزز في نظر بعضهن ومثير للشفقة على الحال عند أخريات وكأنها كلما رأته صاحت فيما بينها وبين نفسها (شو الله بلاني بهذا)!! والمشكلة ان كل من حولها وما حولها يدعوها للبحث عن وسائل لفت نظر الزوج المجلات.. التليفزيون.. الصالون كلها تقدم وصفات للجمال من اجله اما هو فيكتفي بالتعليق ضدها بالسوء ولغيرها من النماذج الفضائية بالرضا والاعجاب فهذه جميلة وتلك رشيقة وهذه تطير العقل وتلك تزوره في المنام تماما كما يفعل توم كروز ووائل كفوري، ولكن الفرق انه يتكلم وهي تنصت وتمتعض ولا تجرؤ على تذكيره بكرشه المتدلي وشاربه الاشعث واقدامه السوداء المحاطة بالتشققات!!
قضية قديمة دائمة التجدد.. وتجددها لا يهدم البيوت ولكنه يحولها الى مجرد أسقف تظلل غرباء بعواطف مهزوزة ومشاعر متبلدة وتواصل محدود ينخر في السوس لا في البيوت وحسب بل في المجتمع