كان لأحد الملوك ولد وحيد، فعني به،
ولما صار شاباً أعطاه صرة نقود،
و طلب منه أن يجول في البلاد،
و يعطي صرةالنقود لمن يراه أشد الناس حمقاً.
أخذ الفتى ينتقل من بلد إلى بلد، يراقب الناس في الحقول والأسواق،يراهم يبيعون ويشترون، ويزرعون ويحصدون،
وكلما رأى رجلاً أحمق همّ بإعطائه صرة النقود،
ولكنه كان يتريث، لعله يرى من هو أشد حمقاً منه.
مرة رأى رجلاً يرعى بقرة على سطح الدار!
وأخرى رأى رجلاً يصب السكر في البحرليعذب ماؤه!
و رأى رجلاً يصنع للجمل جناحين على أمل أن يطير!
ولكنه ذات مرة رأى رجلاً يركب حماراً بالمقلوب،
وجهه إلى مؤخرته، وهو يمسك بذيله،
والناس من حوله يقرعون الصحون بالملاعق، وهم يصخبون ويضجون شاتمين لاعنين الرجل،
فسأل عنه، فعلم أنه كان حاكما على القرية،
ثم انتهت ولايته عليهم، فإذا هذه هي عاقبته.
ثم إن الفتى دخل القرية، فرأى قوماً يدخلون منزلاً، متزاحمين، وآخرين يخرجون منه،
فسأل عن الأمر، فعرف أنهم يدخلون ليباركوا للحاكم الجديد للقرية.
هنا وجد الفتى بغيته فدخل على الحاكم الجديد و قدّم له صرة النقود، فسأله الحاكم الجديد عن سبب الهدية
فأجابه:
(طلب مني أبي أن أقدّمها إلى أشدّ الناس حمقاً).
تستطيع أن تتوقع ما حدث بعد ذلك لتعرف من الأحمق؟