دخل الطربوش إلى سورية مع باشوات السلطان العثماني وولاته، حيث كان لباس السوريين في ذلك الحين العمائم البيضاء والملونة في المدن، والكوفية والعقال في الريف والبادية.
أخذ ولاة السلطان يفرضون لبس "الطربوش" على رجال الدولة وصغار الموظفين، فلبسوه امتثالاً ورهبة. أما الشعب فلم يرق له "الطربوش" في البدء، حتى أنه يروي أن بعض رجال الدين أفتوا سراً بتحريمه وحضوا الناس على مقاومته، ولكنهم تراجعوا عن ذلك، لأنهم خافوا على أعطياتهم أن تتوقف، وعلى مراكزهم أن تزول، فاستعاضوا عن طاقية العمامة البيضاء بـ"الطربوش"، وهكذا ظهر النموذج الجديد للعمامة فوق "الطربوش" الأحمر ذي الطرة الخضراء. ثم تدخلت أنصاف الحلول، فابتدعوا "اللفة الأغباني" للكبار، و"اللفة اللام ألف" للشبان المتأنقين. وهكذا، فتح الباب على مصراعيه للطربوش للدخول والانتشار في "سورية".
الآن أصبح "الطربوش" في المدن السورية كافة مجرد أثر فولكلوري يرتديه عدد قليل جداً من كبار السن، ويستفيد من ارتدائه بعض بائعي المشروبات الشعبية كبائع التمر الهندي المتجول، ويلبسه أيضاً بعض العاملين في محال خصصت بضائعها للسياح الأجانب، ويقتنيه بعض الفنانين الفولكلوريين ولا أحد آخر غير هؤلاء يرتديه.
ومع ذلك فمازال للطرابيش محلاً واحداً يصنعها في مدينه "حمص" السورية، بعد أن أغلق قبل بضع سنوات آخر محالها في مدينة "دمشق"، والذي أصر صاحبه لأكثر من ثلاثين سنة على صناعة وبيع طرابيش لم يعد يرغب فيها أحد، قبل أن يستسلم لطلب أبنائه ببيع محل "الطرابيش" الذي كان يقع في أحد أهم الأحياء التجارية في مدينة "دمشق".