قال امير المؤمنين على بن ابي طالب( رضي الله عنه) النفس تبكي على الدنيا وقد علمت ان السلامة فها ترك ما فيها لا دار للمرء بعد الموت يسكنها الا التي كان قبل الموت يبنيها فإن بناها بخير طاب مسكنها وإن بناها بشر خاب بانيها اين الملوك التي كانت مسلطنه حتى سقاها بكأس الموت ساقيها أموالنا لذوي الميراث نجمعها ودورنا لخراب الدهر نبنيها كم مدائن في الافق بنيت امست خراباً ودان الموت دانيها لكل نفس وان كانت على وجل من المنية امال تقويها فالمرء يبسطها والدهر يقبضها والنفس تنشرها والموت يطويها
اذا اشتملت على اليأس القلوب وضاق لما به الصدر الرحيب وأوطنت المكارة واطمأنت وارست في مكامنها الخطوب ولم تر لأنكشاف الضر وجهاً ولا غنى بحيلتة الأريب اتاك على قنوط منك غوث يجيئ به القريب المستجيب وكل الحادثات وان تناهات فموصول بها الفرج القريب
قصة الرجل المجادل في يوم من الأيام ، ذهب أحد المجادلين إلى الإمام الشافعي، وقال له:كيف يكون إبليس مخلوقا من النار، ويعذبه الله بالنار؟!ففكر الإمام الشافعى قليلاً، ثم أحضر قطعة من الطين الجاف، وقذف بها الرجل، فظهرت على وجهه علامات الألم والغضب. فقال له: هل أوجعتك؟قال: نعم، أوجعتني فقال الشافعي: كيف تكون مخلوقا من الطين ويوجعك الطين؟!فلم يرد الرجل وفهم ما قصده الإمام الشافعي، وأدرك أن الشيطان كذلك: خلقه الله- تعالى- من نار، وسوف يعذبه بالنار
قال الغزالي : إذا رأيت الله يحبس عنك الدنيا ويكثر عليك الشدائد والبلوى .. فاعلم أنك عزيز عنده .. وأنك عنده بمكان .. وأنه يسلك بك طريق أوليائه وأصفيائه .. وأنه .. يراك .. أما تسمع قوله تعالى .. (( واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا )) ..