لم يبق في هذا الصباح شاهد على حبي
إلا صوت فيروز .. وبقايا أمنية
لم يبق إلا (عويل الذاكرة ) خلف أمطار الوجد
تعزف أمام ناظري ملامح وجهها الطفولي
و تشتت أفكاري عند كلمة و همسة .. وصمت طويل
فهناك كانت تجلس على مقعدنا الخشبي ....بانتظاري
وبعينيها ترقص حول دوائر النور كأية فراشة .. وتوزع عليه نصيب الفرح بكرم قدومي
هناك كانت تبكي متكومة على نفسها خشية أن تنقل إلي الحزن عن غير قصد
وهنا بالقرب مني ... نعم
لازلت اذكر جلوسها الهادئ
وهي تحصي علي أخبارها اليومية بأدق التفاصيل
و تصمت بعدها بعجل .. وهي تقول :
( أوه ... اعلم يا أميري .. لقد ثرثرت أكثر من اللازم .. )
وكنت احتضنها بحب ... و اردد على مسمعها
( ليس هناك أجمل من ثرثرة المطر يا شتائي الدائم
فأمطريني حتى أشعر بالحياة )